عطاف يستشرف “

عطاف يستشرف “مستقبلا واعدا” بين الجزائر وطهران.. وتبادل مرتقب للزيارة بين تبون ورئيسي

  • عطاف يستشرف “مستقبلا واعدا” بين الجزائر وطهران.. وتبادل مرتقب للزيارة بين تبون ورئيسي

دولي قبل 10 شهر

عطاف يستشرف “مستقبلا واعدا” بين الجزائر وطهران.. وتبادل مرتقب للزيارة بين تبون ورئيسي

 

الجزائر- “القدس العربي”:

خلافا للمعلومة التي أوردتها قنوات عربية في تغطيتها لزيارة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إلى طهران، لم تكن العلاقات بين الجزائر وإيران أبدا مقطوعة حتى يُعاد وصلها، بل هي وفق سلطات البلدين ماضية للتعزيز أكثر مع ارتقاب تبادل زيارات على مستوى الرئيسين مستقبلا.

كان أمس هذا الخطأ الذي ظهر بالبنط العريض على شاشات عربية مستغربا في الجزائر، فقد كتبت وتناقلت عدة وسائل إعلام أن الجزائر وإيران اتفقتا على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح السفارتين والتمثيل الدبلوماسي. وفي الواقع، لا يوجد قطيعة بين البلدين منذ سنة 1995 تاريخ إعادة العلاقات بعد تأثرها في بداية الأزمة الأمنية سنوات التسعينات بعد أن اتهمت الجزائر السلطات الإيرانية بمحاولة تصدير الثورة إليها من خلال دعم الأحزاب الإسلامية التي كانت تنشط بقوة في البلاد في ذلك الوقت.

وتطورت العلاقات عقب هذا القوس التاريخي لتبلغ أحسن حالاتها في العشرين سنة الأخيرة، حيث ظلت الجزائر محتفظة بمواقف متوازنة من إيران في مختلف المحطات التي كانت فيها طهران في صدارة الاهتمام الدولي بسبب برنامجها النووي وأزماتها مع دول الخليج وخلال فترة الربيع العربي.

كما تحفظت الجزائر على تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية في الجامعة العربية، وهي مواقف جعلت الجزائر من الدول العربية القليلة التي رفضت الاصطفاف سواء ضد طهران أو معها فقد كان التباين واضحا أيضا في مسائل عديدة منها حرب اليمن حيث تدعم إيران الحوثيين أو قضايا تصدير المذهب الشيعي، إذ برز في وقت سابق تحفظ جزائري من نشاط بعض المجموعات الشيعية في البلاد، خاصة أن الجزائر تريد الحفاظ على مرجعيتها السنية المالكية من كل المذاهب الوافدة.

وفي السياق الحالي، تأتي زيارة الوزير عطاف إلى طهران في إطار تعزيز علاقات الجزائر مع العواصم المهمة في العالم والتوجه شرقا نحو الدول التي تتشارك في مسائل التنمية والرغبة في الابتعاد عن الصراعات الدولية الحالية. وهذا ما يفسر ترحيب عطاف بنظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بعودة حركة دول عدم الانحياز إلى واجهة العلاقات الدولية وتبادلهما المعلومات والتحاليل حول ترشح كل من الجزائر وإيران لعضوية مجموعة البريكس.

وقال الوزير الجزائري في ندوة صحافية في طهران إن المحادثات أفضت إلى “نتائج إيجابية وعملية تهدف في مجملها إلى إضفاء حيوية كبيرة وزخم أكبر على العلاقات الثنائية”، مشيرا إلى اتفاق الجانبين على “مباشرة التحضيرات الضرورية لعقد الدورة الثالثة للجنة المشتركة العليا، إلى جانب تفعيل غيرها من آليات التعاون الثنائي، على غرار لجنة المتابعة ولجنة المشاورات السياسية وكذا مختلف اللجان التقنية والقطاعية”.

كما أكد الوزير عطاف على “ضرورة التركيز أكثر على القطاعات التي تحظى بمكانة هامة وأولوية خاصة، لاسيما قطاعات الطاقة والصناعة والفلاحة والنقل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصناعة الأدوية والمعدات الطبية”.

وأبرزت الخارجية الجزائرية في بيان لها أن الوزيرين تناولا عديد الملفات “الهامة” والمواضيع “البارزة” على غرار “الأزمة الراهنة في العلاقات الدولية وقضايا تصفية الاستعمار لاسيما في فلسطين والصحراء الغربية، إلى جانب الأزمات في اليمن وليبيا والسودان”.

وفي هذا السباق، أطلع أحمد عطاف نظيره الإيراني على جهود الجزائر ومساعيها الرامية للمساهمة في نشر الأمن والاستقرار إقليميا ودوليا، وبالخصوص مبادرة الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، وكذا الدور الذي تضطلع به الجزائر في قيادة مسار السلم والمصالحة في مالي ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء ودعم جهود التنمية في هذا الفضاء الجواري.

كما أعرب الوزير عن “ارتياح الجزائر البالغ للتطورات الإيجابية التي تطبع العلاقات العربية-الإيرانية، وبالخصوص العلاقات السعودية-الإيرانية”، وأكد الطرفان عزمهما على “مواصلة وتعزيز التنسيق البيني في مختلف المنظمات الدولية ذات الانتماء المشترك”، حسب ما أفاد البيان.

وكانت الجزائر قد استقبلت بترحيب كبير عودة “العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية مع إعادة فتح سفارتي البلدين”. واعتبرت أن “هذا الاتفاق الهام سيمكّن البلدين والشعبين الشقيقين من تمتين علاقات التعاون والتضامن في إطار الالتزام بالمبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة وحل الخلافات عبر الحوار مما سيُسهِم في تعزيز السلم والأمن في المنطقة وفي العالم”.

ولاحقا استقبل عطاف الذي يزور طهران بتكليف من رئيس الرئيس عبد المجيد تبون، من قبل رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إبراهيم رئيسي الذي أكد “إعجابه بالتطور الذي تشهده الجزائر في ظل الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة التي يقودها الرئيس عبد المجيد تبون”، مبديا تطلعه لتكثيف التواصل والعمل معه لتجسيد ما يحدوهما من حرص مشترك وطموح متبادل في الارتقاء بالتعاون الاقتصادي بين البلدين إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة، وفق الخارجية الجزائرية.

وتجسيدا لهذه الرغبة، وجّه الرئيس إبراهيم رئيسي دعوة لنظيره الرئيس عبد المجيد تبون للقيام بزيارة دولة إلى طهران في أقرب وقت ممكن يناسب برنامج والتزاماته وارتباطاته”. وسبق للرئيسين أن أعلنا في مكالمة هاتفية نيسان/ أبريل الماضي، عن اتفاقهما المبدئي على تبادل الزيارات بينهما مستقبلا، وكشفا عن موقفهما المشترك من الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكد عطاف في حديثه مع الرئيس الإيراني أن العلاقات بين الجزائر وإيران “لها تاريخ متجذر، وحاضر متميز ومستقبل واعد”.

 

التعليقات على خبر: عطاف يستشرف “مستقبلا واعدا” بين الجزائر وطهران.. وتبادل مرتقب للزيارة بين تبون ورئيسي

حمل التطبيق الأن